مصر المعدودين , يشهد له حافظ إبراهيم بأنه مستقلٌّ في بيانهِ ومبدأهِ ووجدانهِ ويرى شوقي في شعره روح الإخلاص كما يرى إسماعيل صبري أن في ذلك الشعر ما يستحقُّ أن يقف له القارئ إِعجاباً وإجلالاً , ويقول خليل مطران أن الكاشف يلقي إليك أبياتاً شائقة اللفظ , شريفة المعنى , متينة القوافي ويرى السيد المنفلوطي أن الكاشف الشاعر الوحيد الذي عرف الناس من أمره أنه إذا نطق فإنما ينطق بلغة نفسهِ , وإذا حدّث فإنما يحدّث عن حسهِ وينعته أحمد محرّم بأنه صادق الأسلوب , واضح السنن , صافي العبارة ويقول فيهِ صاحب المنار أنه ينظم الشعرَ للذة نفسهِ وإمتاع وجدانه وقد شهد للكاشف بذلك كل من قرأ شعره , ودرس نظمه. ولكننا أوردنا أقوال مشاهير شعرائنا وكتّابنا لنزيد القراء معرفة بالشاعر الذي ننشر اليوم رسمه بمناسبة إهدائهِ إلينا الجزء الثاني من ديوانه. وقد امتاز الكاشف على معظم الشعراء بأنه يرمي في قصائده إلى تأييد آراء خصوصية ومذاهب له في السياسة والدين , فهو يدعو إلى الجامعة الإسلامية , وتحرير الشرق , وتأييد الخلافة في بني عثمان , وقد يحدو بهِ ذلك أحياناً إلى الغلوّ والتشيع , مما يجعله شاعر فئةٍ مخصوصة , يطربُ لشعره بعض الأفراد , لا شاعراً اجتماعيّاً تهتزّ لأقواله أمة بأسرها لما تتضمنه من الدروس العمرانية , والأبحاث النفسية كما هي حقيقة وظيفة الشاعر. ولكن في إخلاص الكاشف لأكبر شفيع له. وهو من هذه الوجهة أكبر وأسمى في القسم الثاني من ديوانهِ منهُ في القسم الأول