والمرأة بطبيعتها ميَّالة إلى المرآة , وقد اختراعها منذ عهدٍ بعيد. فإنَّ أُمنا حوّاءَ - عليها أشرف السلام - قد اتخذت لها من مياه النهر الصافية مرآةً تستشيرها في معاني جمالها ودلالها , وكذلك فعلت بناتها وحفيداتها , قبل أن يخترع علماء الكيمياء - إرضاءً للمرآة - ذلك الطلاء الذي طلوا به الزجاج فجعلوه يعكس ما يُعرَض أمامه من الصوَر. والمرأة أمينة لمرآتها , ثابتة على
صداقتها. ودليلي على ذلك الإحصاء الذي وضعهُ أحد الثقات قال , والأرقام لذلك الرجل الثقة , والتعليق لي: تقضي الفتاة بين السادسة والعاشرة من عمرها ٧دقائق كل يوم أمام مرآتها؛ وبين العاشرة والخامسة عشر ١٥دقيقة؛ ثم تشتدّ روابط الصداقة بين هذه تلك , فتقضي الصبية بين الخامسة عشر والعشرين ٢٢ دقيقة , وتزداد هذه العاطفة بين الخامسة والعشرين والثلاثون , فتبقى في المرأة يومها أمام المرآة نصف ساعة؛ ثم تأخذ العلاقة بالتراخي , فتنزل الجلسة اليومية أمام المرآة إلى ٢٤دقيقة بين الثلاثين والخامسة والثلاثين , وإلى ١٨ دقيقة بين الخامسة والثلاثين والأربعين وإلى ٦ دقائق فقط فيما بعد حتى الستين. فمن هذه الدقائق من حياة المرآة أمام المرآة يتألف مجموع ٣٤٩٥٧٤ دقيقة , أي ٢٤٢ يوماً ونيف. أليس في هذا الثبات أكبر تفنيد لمن يتهم الأنثى بعدم الثبات , وينسب إلى بنات حواء التقلب في أميالهنَّ وعدم الأمانة. . .؟