ووراء ذلك القبر وحشة الأبدية اللاَّنهاية لها , وحجاب الظلمة يكتنف النفس فيزيد في عذابها , كلّ لحظة قرون وأحقاب مملة.
رحماك اللهم! إن عرشك ليس عرشَ العدل فقط بل عرش الرحمة أيضاً. فانظر إليَّ من فوق عرشك هذا دون عرشك ذاك. واذكر إنك جبلت المرأة على الضعف , وقذفت بها بين برائن الرجل المستبد.
رحماك اللهم! إنك تؤدَّب ولكنك أنزه من أن تنتقم. فقاصصْ ولكن أجمل مع القصاص متَّسعاً من الرحمة. عاقبو ولكن اجعل مع الشدة منفذاً. إنك ارحم من أن تبخل على شقية مثلي بنظرة شفقة وإحسان.
إلى أين اذهب يا الله؟ ألم تجعل للطيور أعشاشاً , وللثعالب أوكاراً , وللبهائم زرائب؟ فأين أسند رأسي في هذا الليل الحالك - في هذه المدينة المظلمة - في هذا الأوقيانوس المتلاطم؟ ألم تعفُ عن راحاب وتغفر للمجدلية؟ ألم تقل لتلك البائسة التي شكوها إليك: ولا أنا أدينك. اذهبي ولا تخطئي بعد؟ ألم تقل أن الإعلاّء هم الذين يتاجون إلى طبيب؟
يا لك من عصرٍ شديد النحسِ ... ضاعت بهِ الرحمة تحتَ الشمسِ
لم تلق مأوى فيهِ غيرَ الرمسِ ... وغيرهُا ممتَّعٌ بالأنس