نظم الهلالُ بهِ ممالكَ أربعاً ... أصبحنَ ليس لِعقدهنَّ نظامُ
من فيتحِ هاشم أو أميَّة لم يضعْ ... أساسَها تترٌ ولا أعجامُ
واليوم حُكمُ الله في مقدونيا ... لا نقضَ فيه لنا ولا إبرامُ
كانت من الغربِ البقيةُ فانقضت ... فعلى بني عثمانَ فيهِ سلامُ
أخذَ المدائنَ والقرى بخناقها ... جيشٌ من المتحالفينَ لهامُ
غطَّت بهِ الأرضُ الفضاءُ وجوهَها ... وكست مناكبَها بهِ الآكامُ
تمشي المناكرُ بين أيدي خيلهِ ... أنَّى مشَى والبغيُ والإجرامُ
ويحثّه باسم الكتابِ أقسّةٌ ... نشطوا لما هو في الكتاب حَرامُ
ومسيطرون على الممالكِ سُخّرت ... لهم الشعوبُ كأنها أنعامُ
من كلِّ جزّارٍ يرومُ الصدرَ في ... نادي الملوكِ وجدّهُ غنَّامُ
سكّينهُ ويمينهُ وحزامهُ ... والصولجانُ جميعُها آثامُ
عيسَى سبيلُك رحمةٌ ومحبةٌ ... في العالمينَ وعصمةٌ وسلامُ
ما كنتَ سفَّاك الدماءِ ولا امرأً ... هانَ الضعافُ عليهِ والأيتامُ
يا حاملَ الآلامِ عن هذا الورى ... كُرت عليهِ باسمكَ الآلامُ
أنت الذي جعلَ العبادَ جميعَهم ... رَحماً وباسمكَ تُقطع الرحامُ
أنتِ القيامةُ في ولاية يوسفٍ ... واليومَ باسمكَ مرتين تقامُ
كم هاجَهُ صيدُ الملوكِ وهاجَهم ... وتكافأَ الفرسانُ والأعلامُ
البغيُ في دينِ الجميعِ دنّيةٌ ... والسلم عهدٌ والقتالُ ذمامُ
واليومَ يهتف بالصليبِ عصائبٌ ... همُ للإله وروحهِ ظُلاَّمُ