إلى اليهود. فتألفت جمعية الأليانس الاتحاد الإسرائيلي وبدأ القوم باستعمار فلسطين فأنشأوا مدرسة مكوى إسرائيل على مقربة من يافا. ثم ظهرت كتب ورسائل مختلفة في الموضوع أهمُّها كتاب واجبات الأمم في أن يُعيدوا إلى الشعب اليهودي قوميته ورسالة إعادة القومية اليهودية وفي هذه الرسالة التي نشرت سنة ١٨٦٨ صرَّح فرنكل لأوَّل مرة بإعادة تشييد حكومة يهودية في فلسطين وذلك بشراء البلاد من تركيا وقال - من باب الاحتياطّ الكلي -: أنه إذا لم يكن ابتياع فلسطين ميسوراً فلنطلب وطناً معيناً في جهة أخرى من الكرة الأرضية لأن الغاية الوحيدة هي إن يكون لليهود وطنٌ وأن يكونوا أحراراً فيه وألَّف المسيو موريتس ستينشيدر حوالي سنة ١٨٤٠ جمعية من طلبة المدارس الإسرائيلية لنشر فكرة استعمار فلسطين. ثم أُلِّفت سنة ١٨٦٦ الجمعية الفلسطينية العمومية وجمعية الاستعمار السوري الفلسطيني. وخاطب المستر (٠لورانس الفانت الحكومةَ العثمانية في مدّ خطٍّ حديدي في وادي الفرات لإسكان مهاجري اليهود على جانبيه وإنشاء مهجر لليهود في نواحي السلط فلم يُجب له
طلب. ولكن القوم لم ينثنوا عن سعيهم في جمع المال وتأليف الجمعيات هنا وهناك حتى تمكنوا في سنة ١٨٧٤ من إنشاء أول مستعمرة إسرائيلية في فلسطين. وبينما هم جدٍّ واجتهاد ظهرت في أوربا حركة الانتيسيميتزم أي مضادة اليهود فصرفت فريقاً كبيراً منهم عن التفكير في مسئلة الاستعمار وطفقوا يحاربون أعداءهم بقوة القلم حيناً وبقوة المال حيناً آخر. ولكن