لهو قد أكلت من يومنا شطراً كبيراً. أو أن توعكاً في مزاجنا قد اضطرنا إلى الراحة. وينتهي حسابنا - بعد إسقاط ساعات النوم - بأننا قضينا فقط القليل من الوقت - أو دون القليل - في الجد والأعمال النافعة. فنتحقق قول أحد فلاسفة الرومان: إن في حياتنا ساعات تؤخذ منا، وساعات تسرق منا، وساعات تفلت منا.
متوسط حياة الإنسان سبعون سنة. فإذا أسقطنا منها الوقت الذي يقضيه آكلاً شارباً نائماً لابساً نجد أنه لا يبقى له إلا شيء يسير منها.
وضع أحد الإحصائيين حساباً مدققاً لمعدل السنين التي يقضيها الإنسان من عمره في لزوميات هذه الحياة فتوصل إلى النتيجة الآتية، باعتبار العمر سبعين سنة:
يقضي الإنسان أكثر من ثلث عمره - أربع وعشرين سنة - نائماً لأنه إذا كان لا ينام إلا القليل وهو شيخ فقد كان يرقد الساعات الطوال وهو طفل.
وحساب الأوقات التي يقضيها في الأكل والشرب يدل على انه ينفق ست سنوات من عمره آكلاً شارباً.
وإذا أنزلت أوقات النزهة والكل إلخ من سني الدراسة يبقى للدرس الحقيقي ثلاث سنوات فقط.
وكذلك يقضي ثلاث سنوات أيضاً في الحمام وأمام المرآة وعند المزين ويقضي ثماني سنوات في المنتزهات والملاهي وخمس سنوات في المشي والتنقل. وست ساعات في المطالعة.