للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الهياكل المحنَّطة التي أنفوا عليها حتى من فعل الطبيعة , والتي تحبّ الكبرياء حتى وهي أجداثها العميقة , والتي أقامت من الأهرام دليلاً على الجبروت. الفضيلة زهرة لا تحبّ أن تستمد من هواء هذه الأرض لأن هذه أنفاس وتلك حسرات ممتزجة بجواهره الفردة. نفثات صدورٍ وآلام , وحسرات كرام , لا تحب أن تنمو عليها تلك الزهرة الطاهرة , لأنها لا تريد أن تجتذب من الهوء آلام البشر وحسرات الإنسانية الشقية , ولا تحب أن تعيش في محيط تلك الأمواج الاثيرية التي يبعثها أنين المظلومين , وعجيج الفقراء , وأصوات الحزاني. حقاً أن الزهرةة قصيرة مدى الحياة لأنها شاعرة حسَّاسة ذات ضمير ووجدان في ظواهر هذه النفوس البشرية , فلذلك تتأثر وتتألم وتذبل تموت. فسلام على الزهرة! ما أشبه تلك الزهرة بالفضيلة , ما أشبهها بتلك التي تخالج صدر الأديب وتعالج نفس الفيلسوف , تريد أنتنمو لتكون فيَّاضة الوجود عى العالم بأسره , فتمنعها الرذيلة فيموت حاملها وتموت قصيرة مدى الحياة بموتهِ , فيا لرزية الإنسانية بفقدكِ أيتها الفضيلة!

النجف

محمد رضا الشببي

<<  <  ج: ص:  >  >>