للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

رثاء فردي

نشرنا في صدر هذا الجزءِ كلمةً عن فردي وحياتهِ وروايتهِ عائدة , ونتحف القرَّاءَ الآن بأبيات غراء , نظمها أمير الشعر والإلهام في رثاءِ أمير الأنغام , قال:

فتى العقل والنغمةِ العالية ... مضى ومحاسنه باقية

فلا سوقةٌ لم تكن أنسهُ ... ولا ملك لم تزنْ نادِيهْ

ولم تخلُ من طيبها بلدةٌ ... ولم تخلُ من ذكرها ناحيه

يكاد إذا هو غنَّى الورى ... بقافيةٍ يُنطقُ القافيه

يتيه على الماس بعضُ النحاس ... إذا ضمَّ ألحانهُ الغاليه

وتحكم في النفس أوتارُهُ ... على العود ناطقةً حاكيه

وتبلغ موضعَ أوطارها ... وتغشى سريرتها الخافيه

وكم آيةً في الأغاني لهُ ... هي الشمس ليسَ لها ثانيه

إذا ما تنادى بها العازفون ... قل البرق والرعد من غاديه

فإن همسوا بعد جهر بها ... فخفق الحليّعلى الغانبه

لقد شاب فردي وجاز المشيب ... وعَيدا شبيبتها زاهيه

تمثل مصرَ لهذا الزمانِ ... كما هي في الأعصر الخاليه

ونذكر تلك الليالي بها ... وننشد تلك الرؤى الساريه

ونبكي على عزّنا المتقضي ... ونندب أيامنا الماضيه

فيا آل فردي نعزيكمُ ... ونبكي مع الأسرة الباكيه

فقدنا بمفقودكم شاعراً ... يقلُّ الزمانُ لهُ راويه

شوقي

<<  <  ج: ص:  >  >>