للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

المهجور. هكذا توفق العرب المولدون إلى وضع أسماء لمسميَّات الصحافة الحديثة. وهو مطلب غير بعيد على أهل هذه اللغة طلبوه بأسبابه ودخلوه من أبوابه. وتختلف مواضيع الصحف باختلاف غايات أصحابها ونزعاتها ومشاربهم فتارة تكون دينية وطوراً سياسية وحيناً أدبية. وقس عليها العلمية والفنية والانتقادية والروائية والهزلية والتهذيبية والإخبارية والعمرانية والقضائية والأخلاقية والتاريخية وغيرها. ولكل من هذه التقاسيم الكبرى فروع بل فروع يطول بنا شرحها لكثرتها فنضرب عنها صفحاً. وقد

أصاب الدكتور شبلي شميل فيما كتبهُ بهذا المعنى قال: الصحف أنواع بقدر المواضيع التي تتناولها معارف البشر. وربما قصروها على فرع من علم بل على مبحث من فرع استيفاءً للبحث. وساعدهم على ذلك كثرة خاصتهم وحب عامتهم لرفع شأن العلم. . . بحيث لم تنقصهم في سبيلها النفقات التي هي لحياة الصحف كالغذاء لحياة الأبدان. فتكاثر عددها عندهم جدّاً حتى صارت فوائد العلم بها قريبة المنال عامة العرفان في كل مكانز إذ ليس للعلم وطن يؤثره على وطن ولما كانت الصحف تصدر في آجال معلومة فقد سماها الإفرنج الصحف الدورية أو الصحف الموقوتة أعني لأنها تنشر شهرية أو أسبوعية أو يومية. بل منها أيضاً ما يصدر مرَّتين في الشهر أو الأسبوع أو اليوم أو غير ذلك من المواعيد.

فيليب دي طرازي

<<  <  ج: ص:  >  >>