وقد تولّت نشر هذا الكتاب مطبعة المعارف الشهيرة , فأخرجته بحلة جميلة شائقة , وهو مزين برسوم وصورٍ عديدة , مضبوطة أعلامه وكلماته الصعبة بالشكل التام.
تاريخ الصحافة العربية - أشرنا إلى الجزء الأول من هذا المؤلف النفيس الذي عني بوضعه حضرة الفيكونت فيليب ده طرَّازي. وفي يدنا الآن الجزء الثاني منه وهو يقع في ٣٣٦ صحيفة تناول البحث فيها الحقبة الثانية من تاريخ الصحافة العربية منذ افتتاح قناة السويس إلى التذكار المئوي الرابع لاكتشاف العالم الجديد ١٨٦٩ - ١٨٩٢. ويكفي تقليب صفحات هذا الكتاب للدلالة على ما بذله مؤلفه الفاضل من السعي والاجتهاد لجمع هذه المعلومات المتفرقة عن موضوع متشعب الأطراف قليل المستندات. فقد استوعب فيه تاريخ الصحف والصحافيين في بلاد الدولة والبلاد الأوربية , مع ذكر منشأ كل صحيفة وبحثٍ في أسلوبها وخطتها وتاريخ منشئيها ومحرريها , وصور مشاهير الكتّاب وترجمة حياتهم مما يدلُّ على استقراء وتنقيب وحسن ذوقٍ في التدبيج والترتيب , فجاء هذا الكتاب
حاوياً تاريخ الأدب والنهضة العربية في تلك الحقبة , ناشراً ذكر رجال أفاضل وكتّاب مجيدين لم تكن الأيام حافظةً عنهم للخلف شيئاً يذكر , بل كانت آثارهم تكاد تُدرس لو لم يهتم حضرة الفيكونت بهذا العمل الجليل , ولقد أحسن الياس أفندي حنيكاتي الأديب البيروتي المعروف في اقتراحه على الصحافيين والأدباء تقديم هدية لناشر