كتاب مجلة «الزهور» المصرية

العدد ٣٨ - نابوليون أول - ج: 4 - ص: 342

ونال من بروسيا الإذن بزيادة الجيش فافتتح مكماهون باريس بعد حرب شهر ونصف آخر وحصار أسبوع كامل. ثم أن مسيو تيارس تمكن بحكمتهِ وجدّه وتعويل الدول عليهِ من تجديد قوة أدبية لفرنسا على أثر حطمتها الهائلة وبعث المتموّلين على تأدية أموال الغرامة الباهظة. وفي ١٢ ىب سنة ١٨٧١ انتخب رئيساً على الجمهورية وتأتي لهُ بعد ذلك عقد مقاولات جديدة مع ألمانيا لتقريب آجال الغرامة الحربية وخروج جنود ألمانيا من فرنسا وفي ٥ آذار سنة ١٨٧٣ أعلن للمجلس , والناس يغبرون مهللين مصفقين بالأيدي , أن خامس أيلول عامئذٍ هو موعد خروج آخر جندي ألماني من أرض الجمهورية. فقرَّرت ندوتا النواب والشيوخ أن المسيو تيارس قد استحق معرفة جميل الوطن. . . بيدَ أنهُ لم يستطع طول المكث والاستمرار في منصبه , إذ كان معظم النواب ضد الجمهورية؛ وبدا له عندئذٍ , فهوَّل على الهيئة النيابية بالاستقالة , فأقيل في الـ ٢٣ من أيار سنة ١٨٧٣ , وأديل منهُ

الماريشال دي مكماهون رئيساً للجمهورية. فاعتزل تيارس مظاهر السياسة , إلاّ أنهُ بقي رئيساً فخريّاً لحزب الجمهورية ولمناوئي حكومة الماريشال وفي ٣٠ كانون الثاني سنة ١٨٧٦ انتخب عضواً لمجلس الشيوخ نائباً عن ولاية بلفور. وفي خلال سنة ١٨٧٧ توفي في مدينة سان جرمان وقد تجاوز الثمانين سنة من عنره فأقام له الفرنساويون مأتماً عظيماً يندر مثله. ومن آثاره الجليلة عدَّة تأليف نخصّ منها بالذكر تاريخ لأس وأعماله المالية , طُبع في سنة ١٨٢٦ و ١٨٥٨ , وحقوق التملك طبع في سنة ١٨٤٨ ومذهب الاشتراكيين سنة ١٨٤٩ والقديسة هيلانة سنة ١٨٦٢ وهي جزيرة منفى نابوليون الأول , وواترلو آخر مواقع نابوليون الأول سنة ١٨٦٣. وأشهر مؤلفاتهِ كلها التأليفان اللذان ذكرناهما أولاً في سياق ترجمته , وهما تاريخ الثورة , وتاريخ الحكومة القنصلية والإمبراطورية. وقد ختم الموسيو تيارس هذا التأليف الأخير بوضع مقابلة أو موازنة بين أعظم مشاهير الرجال - يريد بهم أشهر من جاء