ولعمري مع ذاك أيُّ علاءِ ... لم تكن منهُ في الذّرى والسنامِ
أخَّر الدهرُ منك شهماً تسامى ... أن ينال الجوزاءِ بالأبهامِ
ولئن جزتَ عن وزارةِ أمرٍ ... لم تزل صدرَ دولةِ الأفهامِ
إن صلاك الزمانُ حرباً عواناً ... فقديمٌ عدوانهُ للكرامِ
ولعمري الذي دهاك أخيراً ... كان وقعَ السهام فوق السهامِ
لا تَخَلْ كنتَ في الفجيعةِ فرداً ... كلُّ قلب لجرح قلبك دامِ
قد سكبنا نظير شعرك دمعاً ... في نواحِ كنو وُرق الحمامِ
إن بكينا فقد بكينا على حز ... نك والثُّكل أعظم الآلامِ
والذي راح فليهنّأ على فر ... قة دارٍ ليست بدار مُقامِ
هذه سنَّةُ الليالي فأدعو ... ك إلى الصبر سنِّةِ الإسلامِ
شكيب أرسلان
الشاعر والليل والطيف
اللهَ في وجدٍ وفي مأملِ ... من لي بعود الزمنِ الأوَّلِ
قد كنتُ أشكو عذَّلي في الهوى ... فصرت مشتاقاً إلى عذَّلي
ملّلْتُ عذبَ اللوم جهلاً بهِ ... لو كنت أدري الحبَّ لم أملل
ما أولعَ القلبَ بما يجتني ... وأفتنَ العينَ بما تجتلي
أهفو لسهدي. ليتَ لي مثلَهث ... وليتني في ليلي الأليل
إذْ أترك الأنجم في أفقها ... شوقاً إلى نبراسيَ المُشَعلِ
وأُحكم الكَوَّةَ دون الصبَّا ... وأوصدُ البابَ على الشَّمأل
واعتلي كرسيَّ مستكبراً ... كالمَلْكِ فوق العرشِ إذ يعتلي
سيجارتي مشعلة في فمي ... ثم يراعي من على أنْمَلي