من زوايا الذاكرة
وناضرة خفَّ فيها النسيمُ ... فخفَّ إلى قصدِها محملي
هواءٌ أرقُّ من العاطفا ... تِ وماءٌ ألذُّ من السلسلِ
تذكرتُ عاطفةَ المغرَمينَ ... فجاورتُ منعطف الجدولِ
وآلمني مُجْتَلَي وَردةٍ ... تكادُ تذيبُ حشا المجتلي
وذابلةٍ من بناتِ الحقولِ ... ولولا الظما قطُّ لم تَذبلِ
أبخلُ الطبيعة أودى بها ... واشا الطبيعةَ لم تَبخلِ
ستقطُفها بعد إهمالها ... يدُ الموتِ كالولدِ المُهْمَلِ
حسدتُ الزهورَ لأن الزه ... ور كأخوان جامعةٍ مُثّلِ
ومّما يُجدِّد ذكرى الهوى ... هوا بين أغصانها الميِّلِ
فهذا يقولُ لذاك: اعتنقْ ... وذاك يُشيرُ لذا: قَبّلِ
فما لبني جنسنا الأكرمين ... قد افترقوا كالمهى الجفّلِ
يُبيدُ القويُّ حياة الضعي ... فِ ويودي المسلّحُ بالأعزلِ
فأين , ودؤكم الاختلا ... فُ , أطباءُ دائِكُمُ المُعضِلِ
فمرتفعون لأوج السماءِ ... وهارون للدَرَك الأسفلِ
وأجبنُ من ضافرٍ في الحياةِ ... وأضرى من الأَسَد المُشبلِ
ومظلمةِ ساد منها السَكو ... نُ بليلٍ بعيدِ المدى أليلِ
بصرتُ بها تحتَ جنح الظ ... لامِ بأشباح ضامرة هزّلِ
رمت بهم لمهاوي الشقاءِ ... يدُ الزمَنِ القلَب الحوّلِ
فهم ينشدون نشيداً علي ... هِ ملامحُ حالهمِ المجملِ
فكم نظر الناس من تحته ... م وهم ينظرون لنا من علِ
محمد رضا الشبيبي