خيرُ المناسك حلَّ حيث حللتما ... للناسكين وأنتما الحرَمانِ
أوتيتَ من أخلاقِ ربِّكَ رحمةً ... لم يُؤتها بشر وفرطَ حنانِ
أشفقتَ من وطءِ التراب على الأُلى ... غالَ الترابُ وكلُّ حيٍ فانِ
يمشي الفتى يختالُ فوقَ رفاتهم ... جذلانَ فعلَ الشاربِ النشوانِ
الجوُّ أرواحٌ تفيضُ وأنفسٌ ... والأرضُ من رمُمٍ ومن أكفانِ
عفتَ الأذى ونهيتَ عن مكروههِ ... وأمرتَ بالمعروفِ والإحسانِ
ورحمتَ حتى الوحشَ في فلواتها ... وحميتَ حتى الطيرَ في الأوكانِ
ورثيتَ للشاكين من بلوائهم ... فحملتَ ما حملوا من الأحزانِ
ومسحتَ دمعَ النائحاتِ معزياً ... فكففنَ عن نوحٍ وعن إرنان
ونسينَ من هولِ الفجائع ما مضى ... وسلَونَ بعد تعذّر السلوان
شرعٌ بعثتَ بهِ ودينٌ لم تقمْ ... فيهِ لغير الواحدِ الدّياّنِ
بوركتَ في دينِ المسيح وأحمدٍ ... ومُدحتَ في الأنجيل والقرآن
الشرقُ معتزٌ بفضلكَ معجَبٌ ... والغربُ مغتبطُ بذكرك هاني
بإملاء بحكتكَ المسامعَ والنُهى ... واحكْم فما شيءٌ سوى الإذعانِ
ما زلتَ من قبلِ المماتِ وبعدهِ ... شيخَ النُهى وحكيم كلّ زمانِ
الأرضُ حافلةٌ كعهدِكَ بالأذى ... والناسُ فوضى والحياةُ أماني
أحمد محرم