وصارتِ النظرةُ لي حسرَةً ... تقولُ للطرفِ أفضْ عَندَمكْ
وما كفى يا شَيبُ حتى لقدْ ... فَضحتَ أسرارَ مِنِ اسْتكتمَكْ
أيُّ خضابِ لم يكن ناصلاً ... عنكَ ولو بالليل قد عمَّمكْ
فليتَ أيامَ شبابي التي ... أرقَتها غّدْراً أراقتْ دَمَكْ
وأنتَ يا ظَبي النقا ما الذي ... أغراكَ بالهجرِ ومَنْ عَلَّمَكْ
ما لبياضِ الرأس حكمٌ هنا ... لكن سوادُ الحظِ قد ألزّمكْ
لو لم يُغِرْ هذا على لونِ ذا ... لم تجفُ ذا الشيخَ وما استخصمَكْ
ما خلتُ أن ترضي بنقصِ الوفا ... واللهُ بالحسن لقد تمَّمَكْ
يا ربِّ ما طالَ زمانُ الصبّى ... كأنهُ طيفٌ سرى وانْهمَكْ
وهكذا الأيّامُ تطوى بنا ... سُبحانَك اللهمّ ما أعظمَكْ
رضيتُ يا ربي بما ترتضي ... فلا تخيّبْ مُذْنباً يمَّمَكْ
وأنتَ يا شيبيَ خُذْ بي إلى التق ... وى عسى الرحمنُ أن يرَحَمكْ
عبد الحميد الرافعي
هل أنت في مصر
إذا كنتَ في مصرٍ ولم تكُ ساكناً ... على نيِلِها الجاري فما أنتَ في مصرِ
وإن كنتَ في مصرٍ بشاطئِ نيلها ... وما لكَ من شيءٍ فما أنتَ في مصرِ
وإن كنتَ ذا شيءٍ ولم تك صاحباً ... لإِلفٍ له لطفٌ فما أنتَ مصرِ
وإن كنتَ ذا إلفٍ ولم تكُ مالكاً ... لكيسٍ حوي ألفاً فما أنتَ في مصرِ
وإن حزتَ ما قُلنا ولم تكُ هائماً ... بمَيلٍ لمن تهوى فما أنتَ في مصرِ