وكان الكثيرون من أهل الصناعة أنه يصعب إيجاد لينوتيب عربية. ولكن بعض المتفننين من عمال المطابع ذلل هذه الصعوبة. وسبق الكاتب الفاضل نعوم أفندي المكرزل , صاحب جريدة الهدى العربية التي تصدر في نيويرك , غيره من أصحاب الصحف العربية في استخدام اللينوتيب لصف حروف جريدته. وأقام يوم بدأ بالعمل بها - وكان ذلك منذ سنتين ونصف على ما أذكر - احتفالاً شائقاً حضرهُ جمهور كبير من رجال الأقلام والمشتغلين بالصحف من سوريين وأمريكيين وتأتينا جريدتهُ يومياً في ثماني صحف كبيرة مصورة لا تنقص ترتيباً ودقة في صناعتها عن صحف أميريكا اليومية. ولا شك في أن الفضل في بلوغ هذه الصحيفة مبلغها من الترقي عائد إلى البيئة التي تصدر فيها وإلى ما هو معروف عن صاحبها من المقدرة في صناعتهِ.
وكان ينتظر أن يعم استعمال اللينوتيب مطابع الصحف اليومية في الآستانة لأسباب عدة منها وفرة عدد ما يطبع من كل واحدة من هذه الصحف , ومهارة صفافي الحروف الأتراك
وجمال خط كتابهم , وتعويلهم قسمين إذا دعت الحالة إلى ذلك فلا يحتاجون إلى مراجعة السطور وزيادة عدد الأسداس بين الكلمات كما يعمل صفافو الأحرف العربية لإيقاع نهاية الكلمة في آخر السطر. وقد سألتُ أحد أدباء الأتراك عن سبب امتناع الصحف التركية الكبرى عن استخدام اللينوتيب فما أحار جواباً.