للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

انتصاراته وبسط ظل مجده على أقاليم المعمور ونقش اسمه في صفيحة الكون بين أسماء الآلهة بجانب اسمك لأنه ابنك وثمرة أحشائك.

* * *

بيد أنه إله فانٍ كجميع مصنوعاته أما أنت يا من هو صنع الإلاهة (إيزيس) فإنك شطر منها كنت وكائن وسكون وليس لبشر أن يزيح لثام الإبهام عن محياك.

تكونت من مياه الأرض التي تنعقد سحاباً في الجو وتنزل دموعاً كاللؤلؤ على فنن الجبال،

وتتفجر بحاراً في جوف الأرض تجري إلى اليم من حيث ولدت.

إنك منذ الأزل وسوف تبقى إلى الأبد وليس لملكك انقضاء - سيأتي زمن ينقطع فيه صفير البخار الذي يهز أمواجك، وتنطفئ شموس الكهربائية التي تنير وجهك، وتندك هذه البنايات الشامخة القائمة على ضفافك، وتصمت آلات الطرب وأناشيد الغناء على شواطئك، وينقرض هذا الإله الصغير الذي يطاول مجدك مع أهرامه وهياكله وبواخره وآلاته ومدنه. ومدينته ليست هي إلا ألاعيب صبيانة تزول كما يزول اللاعبون بها وتبقى أنت وحدك جارياً في طريقك الأبدية، كما تجري الآلهة في السماء والمجرة في عقيق الفضاء.

* * *

تعود حينئذ إلى جمالك الطبيعي الذي ورثته من إيزيس يوم ولدتك منذ بدء العالم تجري وسط هذا السكون الأبدي بعد أن تكون قد

<<  <  ج: ص:  >  >>