وقد سل على حافاتها من تلاعب الأمواج كل قرضاب، وقامت على منابر أدواحها، في ساحة أفراحها، مغردات الطيور، وجالبات السرور، ولذيذ العيش بها موصول، وفيها أقول:
بالأزبكية طابت لي مسرات ... ولذ لي من بديع الأنس أوقات
حيث المياه بها والفلك سابحة ... كأنها الزهر تحويها السماوات
وقد أدير بها دور مشيدة ... كأنها لبدور الحسن هالات
مدت عليها الروابي خضر سندسها ... وغردت في نواحيها حمامات
والماء حين سرى رطب النسيم به ... وحل فيه من الأدواح زهرات
كسابغات دروع فوقها نقط ... من فضة واحمرار الورد طعنات
مراتع لظباء الترك ساحتها ... وللأسود بها فيهن غيضات
وللنديم بها عيش تجدده ... أيد الزمان ولا تخشى جنايات
يروح منها صريع العقل حين يرى ... على محاسنها دارت زجاجات
وللرفاق بها جمع ومفترق ... لما غدت وهي للندمان حافات
الشيخ حسن العطار
الأوبرا
وقرب حديقة الأزبكية قامت الأوبرا الخديوية، أنشاها المغفور له الخديوي إسماعيل باشا وأول رواية مثلت فيها رواية عائدة لفردي الشهير.
وقد حضرتها الإمبراطورية أوجيني قرينة نابليون الثالث: