للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

دار الشرائع روما كلما ذكرت ... (دار السلام) لها ألقت يد السلم

ما ضارعتها بياناً عند ملتئم ... ولا حكتها قضاء عند مختصم

ولا احتوت في طراز من قياصرها ... على رشيد ومأمون ومعتصم

يطأطئ العلماء الهام أن نبسوا ... من هيبة العلم لا من هيبة الحكم

ويمطرون فما في الأرض من محل ... ولا بمن بات فوق الأرض من عدم

خلائف الله جلوا عن موزنة ... فلا تقيسن أملاك الورى بهم

من في البرية (كالفاروق) معدلة ... و (كابن عبد العزيز) الخاشع الحشم

٣ و (كالإمام) إذا ما فض مزدحماً=بمدمع في مآقي القوم مزدحم

أو (كابن عفان) والقرآن في يده ... يحنوا عليه كما تحنو على الفطم

إلى غير ذلك من التاريخ المسبوك بأجمل قالب شعري. . .

وأشار (محمد) البوصيري إلى اسمه فقال:

فإن لي ذمة منه بتسميتي ... (محمداً) وهو أوفى الخلق بالذمم

وأشار (أحمد) شوقي إلى اسمه أيضاً فقال:

يا (أحمد) الخير لي جاه بتسميتي ... وكيف لا يتسامى بالرسول سمي

وهناك أيضاً معانٍ كثيرة نسج عليها الشاعران أبياتاً شائقة كنا نود ذكرها لنبين مجرى الأفكار من جيل إلى جيل، ولكن في ما تقدم كفاية لاطلاع القراء على طريقة شاعر الأمس وشاعر اليوم، فيرون أن راز شوفي كان لبردة البوصيري كالحلي للسيف أو كالوشي للعلم.

<<  <  ج: ص:  >  >>