حينذاك على أعضاء النادي أن يفسحوا المجال لسائر أدباء الأقطار العربية حتى يتسنى لهم مشاركتهم في الرأي تعميماً للفائدة. وجعلنا مجلة الزهور المنتشرة في البلاد العربية واسطة لمبادلة الآراء في هذا الموضوع. فتناقلت الصحف والمجلات بحثنا هذا وذيلته بما عرض لها من الملاحظات. وقد جاءنا من أحد مراسلينا في بغداد كلام بهذا الشأن نعرضه على أعضاء نادي دار العلوم. وقد عرف القراء هذا الكاتب من مقالته الشائقة النهضة الأدبية في العراق ص ١٨٥ التي كان لها وقع عظيم في بلاد العرب. قال:
تلقى العلماء في بغداد أحسن التلقي ما أخذه نادي دار العلوم على نفسه من تتبع الألفاظ الأعجمية والعامية لوضع مقابل أو مرادف لها في العربية وأول شيء يعن لنا في هذا الصدد أنه يحسن بأعضاء النادي أن يشركوا سائر أهل الديار العربية في هذا العمل الخطير ليكون الجميع يداً واحدة في استحسان الموضوعات الحديثة أو دفعها وإلا وقع النزاع وانتفى الانتفاع.
لابد من أن تفسر الكلمة الإفرنجية أو العامية قبل أن يوضع لها مرادف في العربية. بل ويحسن أن يكتب مرادفها بالإفرنجية، وإذا كانت إفرنجية أن تكتب بأحرف تلك اللغة ليهتدى بها. وإلا فقد تكون اللفظة شائعة في ديار مصر ومجهولة في ما سواها. كما هو الأمر في الحروف الآتية: استمارة، وبولك نوت، وجول، وترسينة وغيرها فإننا لم نفهم المطلوب منها.
وأما (انفيتيانرو) فإن وجوده وجوداً طبيعياً في البلاد الصخرية أو الجبلية من بلاد اليمن والحجاز وديار مضر وربيعة وبكر مما حدا العرب إلى وضع حرف يؤدي معناه. وقد سموه جَديرَة واللفظة إلى اليوم معروفة