للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وكان شعرهم في الجاهلية طبيعياً، وصفوا فيه الظواهر الجوية، ومحاسن الأخلاق والعادات، ومنهم من أحب الروية ومنهم من فضل البداهة، وكان مذهبهم الشعري صحيحاً يتجنبون فيه السرقة والكذب. وقال الأصبهاني في الأغاني: إن موضع شعراء الجاهلية واحد من البلاغة إلا أنه غلب على ذي القروح (امرئ القيس) التجمل بالمعاني وبديع الوصف، وعلى النابغة الاسترسال في البراعة، وعلى زهير العناية بتقويم الألفاظ. وانفرد من هم دون طبقتهم بأشياء مثل أبي دؤاد بوصف الخيل، وعلقمة بوصف الوحش، وأوس بن حجر بوصف الخمر، إلى غير ذلك مما اكترث من أمثلته في كتابي (الطرف الأدبية في تاريخ اللغة العربية).

ومن خطبائهم المشهورين عبد شمس الملقب بسبا بن يشجب بن يعرب بن قحطان، وقس بن ساعدة الأيادي أسقف نجران، وسحبان وائل الباهلي، وكعب بن لؤي بن غالب، وعامر بن الظرب العدواني، وأكثم بن صيفي وعبد المطلب بن هاشم جد النبي (- صلى الله عليه وسلم -) وغيرهم.

وعقدوا لهم أسواقاً لتناشد الأشعار وإلقاء الخطب والمباحثة والمماجدة أهمها سوق عكاظ. ولم يعرفوا من العلوم إلا نتفاً من النجامة ومن التاريخ ولاسيما الأنساب، ونبغ بينهم تراجمة عرفوا اللغات الأعجمية مثل زيد بن حماد المنتهي نسبه إلى زيد مناة الذي تقرب من الأكاسرة واقطعوه قطائع وولده عدي بن زيد وغيرهما.

ثم صارت الخلافة الإسلامية إلى الخلفاء الراشدين منهم فنبغ رأسهم النبي بالخطابة والقول الفصل وهكذا أخلافه وصحابته وعرفت الكتابة في

<<  <  ج: ص:  >  >>