ما أنت في دنياك أول عاشقٍ ... راميه لا يحنو ولا يترحم
أهرمتني يا ليل في شرخ الصبا ... كم فيك ساعات تشيب وتهرم
لا أنت تقصر لي ولا أنا مقصر ... أتعبتني وتعبت هل من يحكم
لله موقفنا وقد ناجيتها ... بعظيم ما يخفي الفؤاد ويكتم
* * *
قالت من الشاكي - تسائل سربها ... عني - ومن هذا الذي يتظلم
فأجبنها وعجبن كيف تجاهلت ... هو ذلك المتوجع المتألم
أنا من عرفت ومن جهلت ومن له ... لولا عيونك حجة لا تقحم
أسلمت نفسي للهوى وأظنها ... مما يجشمها الهوى لا تسلم
وأتيت يحدو بي الرجاء ومن أتى ... متحرماً بفنائكم لا يحرم
أشكو لذات الخال ما صنعت بنا ... تلك العيون وما جناه المعصم
لا السهم يرفق بالجريح ولا الهوى ... يبقي عليه ولا الصبابة ترحم
لو تنظرين إليه في جوف الدجى ... متململاً من هول ما يتجشم
يمشي إلى كنف الفراش محاذراً ... وجلاً يؤخر رجله ويقدم
يرمي الفراش بناظريه وينثني ... جزعاً ويقدم بعد ذاك ويحجم
فكأنه واليأس ينسف نفسه ... للقتل فوق فراشه يتقدم
رشقت به في كل جنب مدية ... وأنساب فيه بكل ركن أرقم
فكأنه في هوله وسعيره ... واد قد أطلعت عليه جهنم
هذا وحقك بعض ما كابدته ... من ناظريك وما كتمتك أعظم
قالت أهذا أنت ويحك فاتئد ... حتى م تنجد في الغرام وتتهم