للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

أعطيت ملكاً فلم تحسن سياسته ... وكل من لا يسوس الملك يخلعه

فإنه ذاق حنظلاً عصره غيره، وجنى شوكاً زرعه سواه. أجلسته الحوادث على عرش مضرج بدم أبيه وأخيه، ووضعت على رأسه تاجاً لم يكن ليحلم به وها أن نفس هذه الحوادث قد أخرجته من وطنه طريداً وأقصته عن بلده شريداً.

كان مانويل على عهد أبيه كارلوس الأول لا يكترث للملك وسياسة الناس بل كان مولعاً

بالفنون الجميلة لأن ولاية العهد كانت لشقيقه لويس فيليب ده براغنس، ويروى عنه قوله عندما أنعم الملك إدوارد على أخيه بوسام ربطة الساق: إن أخي فرح مسرور بهذا الشرف الذي حازه ويحق له ذلك لأن له مطامع سياسية أما أنا ففرحي الكبير سيكون يوم أتمكن من إدارة جوقة موسيقية. وقد حمله ولعه بالفنون على زيارة البلاد القديمة فجاء اليونان ومصر وفلسطين. وبينما هو في مثل هذه الأحلام الجميلة باغتته ثورة فبراير (شباط) ١٩٠٨ فأودت بحياة أبيه وأخيه وأجلسته على العرش. فحاول أن يسد الثلم التي أحدثها أسلافه. ولكن هيهات لابن عشرين أن يرمم أطلال مملكة بالية ويوقف معاول الزمان التي تدكها، وقنابل الأيام التي تنسفها.

لما ضعفت شوكة العرب في الأندلس، تغلب الإفرنج على أحد ملوكها ففر هارباً، وقبل مغادرته بلاده نظر إلى قاعدة ملكه وبكى. وكانت أمه معه فقالت: ابك بكاء النساء على ملك لم تعرف أن تدافع عنه دفاع الرجال.

<<  <  ج: ص:  >  >>