للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الصعب الاهتداء إليه وجمله على إعطاء صوته. وهذه المهمة منوطة برجال خصوصيين من أصدقاء المرشحين يطوفون المنازل والأحياء بقائمة الانتخاب، وهم مدربون خصيصاً للقيام بهذه المهمة. فيهيئون أدلة الإقناع، ويتوددون للناخبين، ويستميلون النساء والأولاد، ويقصدون العامل في معمله، ويترقبون ساعات الفراغ ليحملوه في الأتومبيل إلى محل الانتخاب لإعطاء صوته لمن يريدون. ويحظر عليهم القانون استئجار المركبات لهذه الغاية فلا يسعهم إلا استعمال المركبات الخصوصية أو التي يقدمها أنصارهم. وهذا مما يوافق المحافظين أكثر من سواهم لأنهم عادة من الأغنياء أصحاب السيارات والمركبات. وهذا السعي وراء الناخب لاصطياده يدلك على ضعف العقيدة السياسية.

وقد أصبح التصويت الآن في إنكلترا سرياً لكنه كان علنياً حتى سنة ١٨٧٢ فكان المنتخِبون يحضرون إلى المحل العمومي ويعلنون جهاراً إذا كانوا ينتخبون جونس أو سميث مثلاً. فيعلو الصياح ويشتد النزاع. لأن أنصار هذا المرشح أو ذاك كانوا يسكرون الناخبين لاكتساب أصواتهم. وهكذا كانت الأصوات تباع وتشرى علناً. وكان وكلاء المرشحين يقضون نهارهم وليلهم في الحانات، يعاقرون الخمرة مع الناخبين الذين كانوا كثيراً ما يقضون شهرهم بين هذا الوكيل وذاك ويقبضون الدراهم من كلا الاثنين وهم لا يهمهم نجح الأول أو الثاني.

وقد تغيرت الحال منذ ٢٥ سنة فأصبح القانون يعاقب بالحبس مدة سنة وبغرامة قد تبلغ خمسمئة فرنك كل من يدعو الناخب إلى الشرب أو

<<  <  ج: ص:  >  >>