أعلام العلم الموجودين في تلك البلدة. وكان في أثناء تحصيله العلم ينظم أغاني تزري بحسن الغواني، ويتناقلها أهل الصقع من لسان إلى لسان حتى طبقت شهرته ديار العراق كلها جمعاء. ولقد وقعنا على تلك الأغاني من الأنواع المشهورة يومئذ في هذه البلاد حتى لا يكاد يصدق أن ناظم بردتها وموشي حبرتها ذاك اليافع النابغ. فقد قال بعد رحلته من الكاظمية إلى النجف ذاكراً أحد أقرانه وقرنائه:
يا غائباً غاب السرور لأجله ... ما لذي لي عيش وأنت بعيد
إني رأيتك في المنام معانقي ... وأظن أني في المنام سعيد
لما انتبهت وجدت روحي وحدها ... الدار قفر والمزار بعيد
وقال من الموال وهو في النجف:
عصر الصبا فات ما له من رجوع أو عود ... هيهات أسلى بنغمات الأوتار أو عود
من لامني لو همت وأضحيت شبه العود ... وأبات بهموم ما تحصى همومي بعد
ألماً تناله بالصبوة ما تناله بعد ... يبين شبيك وتبقى بالجهالة عود