للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

طال الآخذ والرد في هذا الموضوع وما كنت لأعود إليه اليوم لولا تعرض حسون للوقوف موقف الحكم فكان صارماً شديدأً وإني والكثيرات من رفيقاتي لمندهشات من فتح صاحب الزهور صدر مجلته لمثل هذا الحكم الجائر، وهو الكاتب الذي طالما ترنمنا بكتاباته الشائقة في الدفاع عن حقوق المرأة المهضومة. . وقبل أن أجول الجولة الأخيرة في هذا الموضوع أرجو من الأدباء أن لا يحملوا كلامي على محمل الامتعاض من انتصار الغير لمناظرتي. كلاّ وإيم الحق، بل أن ذلك ليطربني وأرى فيه دليلاً أدمغ به خصمي إذ هو يعترف أن في صفوفنا نحن النساء من يجاهر بالحق ولو كان علينا. . وبعد هذه المقدمة أقول لحضرة الخصم الجديد الذي يحاول الظهور بمظهر الحكم المنصف:

يا أيها الرجل المعلم غيرهُ ... هلاّ لنفسك كان ذا التعليمُ

وقبل أن تنظر إلى القذى في عين أختك انزع الجسر من عينك. ثم أصلح تربية الرجال لأن الرجل بيده كل شيء في شرقنا، وليست المرأة - إن صالحة وإن صالحة - إلا صنعة يديه أدبياً. فهي إذا كانت الآن كما تزعمون فلانكم أنتم أردتموها كذلك يا معشر الرجال. وأنا قد كتبت ما كتبت واثقة بالإصابة لأن ما قلته من البديهات التي لا تحتاج إلى برهان، وقوة الحقيقة أوضح من نور الشمس. ولكن أكثر الأذهان في هذا العصر لا تكترث لأقوال النساء. على أنه لابدَّ من أن يأتي عصرٌ ينظرون فيه لا إلى من قال بل إلى ما قال. فيظهر الخفي على أهل هذا الزمان بأحسن جلاء. ويرى هذا القلم الذي يعدُّونه قصبة مرضوضةً

<<  <  ج: ص:  >  >>