للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

عليها رفاقه. فلما وصل وقف عند الباب وسرح بصره في الداخل، فلم ير شيئاً من اشتداد الظلام، فتقدم قليلاً فسمع تلك القرقعة في المغارة، فأول حركة بدت منه الرجوع إلى الوراء، لكنه

نفى عن مخيلته ما تصوره حلماً وتقدم وهو يظن أن أذنيه اسمعتاه شيئاً وهمياً. . . ولكن زادت الضجة. . . لا محل للريب، إن في المغارة أحداً. . . أمن عداد الأحياء وأم من عالم الأموات. . .؟ تقدم بضع خطوات، والقرقعة تزيد كأن الأبالس حلفت أن تقلق راحة هذا المكان: ولكن لابد لسليم من أن يأخذ جمجمة ويقوم بوعده ولو خرج الشيطان بنفسه ليحول دون مبتغاه.

فما زال يتقدم. وحينذاك انجلى القمر قليلاً فتراءى للشاب منظر هائل: جثة منتصبة أمامه تتقدم نحوه ووراءها يلوح خيال لم يتميزه. . . ثم انبعث من وراء الجثة صوتٌ يلقي الرهب في القلوب: يا من لا يخاف من الأحياء ارتعد أمام الأموات، فأوجس سليم خيفة مما رأى وسمع، وكاد يطير فؤاده روعاً. لكنه ما برح يتقدم كمن تجرهُ قوة جذابة، فما شعر إلا وقد سقط عليه شيء ثقيل بارد، ولم يكن ذلك غير الجثة، فصرخ بسم الله. . . . واستل خنجره، فأجاب صوتٌ ضعيف: استرني أيا كنت يسترك الله.

وكان القمر قد سطع بكل جلاء فأضاءت المغارة ومن فيها، فعرفت سلمى الخيال الداخل عليها، وعرف سليم الشبح المنتصب أمامه، ففتح ذراعيه وهتف:

أنت هنا يا سلمى. . .!

حفظاً لعهدك يا سليم. . .!

وأشارت إشارة معنوية إلى جثة مزاحمه المطروحة على قدميه بين العظام والجماجم ففهم كل شيء

<<  <  ج: ص:  >  >>