للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

آخرها وكانت في ملكة العبيديين خلفاء القاهرة من الشيعة واختل أمرهم، زحف الفرنجة إلى بيت المقدس فملكوه وملكوا معه عامة ثغور الشام وبنوا على الصخرة المقدسة منهُ كنيسة كانوا يعظمونها ويفتخرون ببنائها حتى إذا استقل صلاح الدين بن أيوب الكردي بملك مصر والشام ومحا أثر العبيديين وبدعهم

زحف إلى الشام وجاهد من كان به من الفرنجة حتى غلبهم على بيت المقدس وعلى ما كانوا ملكوه من ثغور الشام، وذلك لنحو ثمانين وخمسمائة من الهجرة، وهدم تلك الكنيسة وأظهر الصخرة وبنى المسجد على النحو الذي هو عليه لهذا العهد. انتهى.

هذا وأما الذي أردت الإيماء إليه من بعض ما بأورشليم وبيت لحم من الصدقات الجاريات والمآثر الباقيات فهو المدرسة الصلاحية في القدس الشريف ومدرسة اليتامى العلمية الصناعية في بيت لحم.

أما المدرسة الصلاحية المعروفة بمدرسة القديسة حنة فهي مدرسة كهنوتية كبيرة متقنة البناء مجانية معدة لمائة وخمسين طالباً، ومدة الطلب فيها عشر سنين، لكنها مخصصة بمن يترشح لخدمة الله من طائفة الروم الكاثوليكيين دون سواها. وكلما انتهى فوج تستقبل فوجاً آخر. والقائمون فيها على إنارة العقول بالتعليم وتهذيب الأخلاق بالترويض رجالٌ ممن برزوا في حلبة الفضل وممن أخذوا السبق في مضامير العلم. إلاًَّ وهم إجلاء من الرهبان البيض الذين كأنما بياض ثيابهم ينادي ببياض سرائرهم. وقد تخرج في هذه المدرسة العظيمة الشأن عدة من الكهنة الذين تعتز بهم المنابر وتستنير بأقوالهم المجامع والمحافل ويفوح من آثارهم شذا الفضائل فإذا نظرت يا رعاك الله إلى ما تجني من العوائد الكبيرة طائفة يقوم على إرشاد أبنائها رجال من أهل العلم والصلاح من أمثال

<<  <  ج: ص:  >  >>