معنى هذا التقدم إلى الرقي العقلي مع ازدياد عدد المجانين!! مسألة فيها نظر.
محسوس بل وملموس باليد تقدم الصناعة ومشاهد بالعين تفوّق المكتشفين والمخترعين عن أسلافهم إذ لا أظن أن ابن آدم سبق فاخترع المنطاد أو اكتشف الكهرباء في حقب الزمان العابر أو عثر على مجاهل الأرض أو اخترق اللحم بأشعة فنظر العظم أو استأصل المعدة وعمل جهازاً لحياة صاحبها فعاش بدونها أو تطرف في الأبحاث الكهربائية فكلم أخاه على بعد شاسع بلا واسطة أو استخدمها لنقل صورة المتكلم في ثوانٍ لتظهر أمام المخاطب.
مع الاعتراف بكل ذلك لا أدري معنى لهذا التقدم مع ازدياد عدد المجانين إلا إذا كان ازدياد عددهم يعد تقدماً للجنون!! أو أن أكون أنا مجنوناً هربت من السراية الصفراء ولا عجب فكم بين غير المحبوسين بها من هم أجدر وأولى بدخولهم فيها مصفدين بالحديد مقيدين بالأغلال.
روى لي أحد الثقاة أن رجلاً كان يدعى علي كجك من نسل الأتراك الذين تمصروا يسكن حياً بالقاهرة من الأحياء الوطنية خرج يوم جمعة للصلاة بالمسجد فلقيُه رهط ممن لا خلاق لهم - وكثيرٌ ما هم - فابتدروه بقولهم علي كشكش ومازالوا به حتى خلص منهم بدخوله إلى المسجد. حبس نفسهُ في بيته شهرين وظن بعد ذلك أن الرهط انقشع أو نسيهُ فخرج في يوم جمعة إلى المسجد ولكن القوم قابلوه بمثل ما فعلوا وزادوا على ذلك قولهم حرامي المشمش ومازالوا به حتى جنّ