وسخائهم. وعقلاؤها بأفكارهم وآرائهم، وأعضاء جمعيتها الخيرية برقابتهم ونشاطهم وتذليلهم أشد الصعاب ليُسَيّروا المشروع في الطريق القويم. هنا هي النهضة الحقيقية. وهذه هي الجمعيات الخيرية التي يقوم بها نجاح الأمة وبمساعدتها إتمام فروض مقدسة.
وقد اتقدت تلك الروح الحميدة في صدور السيدات بكل ما لها من الحماسة والإقدام، وجعلت ذلك الجنس الضعيف جيشاً باسلاً يتغلب على الصعوبات ويقاوم كل معارض في سبيل الخير، ويفتح الجيوب بكل ما لديه من أنواع الرقة والتأثير. فلذا رأيتم جمعية لأوانس متحليات برداء الطهر والفضيلة تبرز لنا من الأشغال اليدوية ما نعده كنوزاً ثمينة إذ حاكته أيدي عذارى متقدات غيرة متفانيات حباً في سبيل منفعة البائسة وانتشالها من وهدة الفاقة.
وقد اتفقت تلك القلوب الشفيقة وتعاضدت فتألقت جمعية خيرية قضت سنة كاملة في استخراج الفوائد والأشغال، لتحيي هذه الحفلة في هذا اليوم، وتدعونا للاشتراك فيه تنشيطاً لها ومساعدة.
فنشطوا وساعدوا وافتحوا أيديكم الكريمة، وجودوا على هؤلاء الأخوات موضوع جهاد الأنفس الأبية، جودوا بما يُطَيّبُ عيشهن لأهنئهن بحضوركم وأناديهن:
ثقنَ أيتها العزيزات وأعلمن بأنكن أيدٍ عاملة ضمن دائرة الجمعية بل دائرة الرحمة بين آباء وأمهات وإخوان وأخوات جلّ غايتهم صيانتكن وضمان مستقبلكن فافرحن إذاً وصفقنَ واصرخن معي: بشرى الأيتام فقد صانتهم يدُ الإحسان. . .!