للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

خطبتك لها أن تتحقق من أميالها وأخلاقها. ذكرت إعراضها عن العربية لغة قومك وكان يسعك أن تعرف ذلك قبل الزواج من حديثك لها ومكاتبتك إياها. آخذتها بشغفها بالأزياء، وهذا أمرٌ كان من السهل أيضاً الاطلاع عليه من ملابس خطيبتك وطريقة تزييها. أوردت تمنينها لك بالمولود، وهذا يدل على سخافةٍ في عقلها كان بوسعك أن تعرفها من جلسة واحدة فضلاً عن معاشرتك لها - كما تقول - وأنت خطيبها. وهكذا قل عن سائر ما أوردت من المآخذ والمغامز. فلا لوم إذن إلا على نفسك. وهب إن عين الحب عمياء وأنك

غفلت عن أمورٍ كان يجب أن لا تغفل عنها، فإن أمثال من وصفت من النساء كثيرٌ بين الرجال. فإذا كانت المرأة عادةً تخصم ٣٠ في المئة من عمرها فكم يخصم الرجل الذي يخضب شعره لتسويد شبيبته؟

قبيح بكم معشر الرجال أن تحملوا هكذا حملة على النساء. والمرأة أول ما وقع عليه نظركم في هذا العالم وهي التي أرضعتكم وسهرت عليكم الليالي الطوال وهزت مهدكم وصانتكم بحنانها وبلّغتكم ما بلغتم من الرقي. وأنتم تسومونها عذاباً وأختاً وزوجة.

وعلى كل فإن امرأتك يا حسون درّة ثمينة وكل ما عددته لها من الذنوب لا يذكر، لأنك شهَّرت بها وهتكت حرمتها وهي لا تزال بك مغتبطة وعنك راضية.

سردت لنا حكايتك معها ولو أتيح لها أن تقص لنا حكايتها معك لسمعنا مثل شكواك وأكثر - على ما أظن - وأنا أعتذر بما ألفته من

<<  <  ج: ص:  >  >>