أما وقد ثبت ذلك، فسأبرهن لكن بسرعة على أصل هذه الأمة وأقيم الحجة على أنكم من عنصر واحد.
إن جل مطمعي أن لا آتي بشيء جديد أو غريب، وأن لا أعطيكم إلا ماهر ملك لكم. لأني أود أن أكون الصوت المعبر عما يدور بخلدكم وأن أعبر عما في ضميركم إذا بحت لكم بما في ضميري. ولكني سأتكلم عن أشياء قل من يعرفها وأني أعتمد على عنايتكم حتى يسهل علي أداء مأموريتي. . .
كل شيء له علاقة بالعصور التي سبقت التاريخ المعروف لنا فهو قائم على الفروض، ولابد لنا إذاً من الاكتفاء بإلقاء نظرة سريعة على الأمم الأولى التي كانت في مصر. فمن هذه العصور الخيالية إلى عائلة منيس يجب علينا أن نعتبر سكان مصر الأولين أنهم الأبناء الأصليون لهذا البلد. في العصور الأولى جاء جماعةٌ من أهل البادية المقيمين على ضفاف البحر الأحمر واجتازوا الصحراء (صحراء العرب الآن) بينما اخترق صحراء ليبيا جماعةٌ من بدو الشمال وأقاموا في البلاد الواقعة تحت الشلال الأول حيث كان طمي النيل قد كوّن وادي النهر وقد تكاثر هذا الطمي حتى كوّن الدلتا إلى البحر الأبيض المتوسط.
وبينما الساميون الذين جاؤوا من آسيا والليبيون الذين جاؤوا من شمال أفريقيا يجتمعون جماعاتٍ وفرقاً كان الأتبيون الذين جاؤوا من الجنوب قد نزلوا إلى بلاد النوبة وأدخلوا فيها الجنس الأسود الذي لا يزال قائماً بها إلى الآن.