للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومن ذلك الوقت وللأسباب التي قدمناها، صارت كلمة مصري تطلق على الأمة بأسرها الأرض والسكان القائمين عليها لا دخل للدين ولا للطبقات في ذلك مطلقاً، ولا يوجد في العالم إلا الإسرائيليين الذين يطلق عليهم كلمة يهود كأن دينهم علامة على أمتهم لأنهم لا يزالون منتشرين في العالم يسعون في تكوين مملكة صهيون.

فمن قال مصري، فقد قال أهل البلد الذين أطلق عليها الاسم والذين كوّنوا الأمة المصرية وذلك بالرغم عن ديانات الفراعنة أو المسيحيين أو المسلمين في ما بعد. فالمصريون هم المصريون فكل مصري قديم بدل عقيدته بالعقيدة الجديدة لا يزال مصرياً لأن الدين خاص بالشخص أو بالجماعة ولا دخل له في سلطة الأمة التي هي كل لا يقبل التجزئة، وكلٌّ منا يعاشر أشخاصاً لا يعرف عقائدهم وكلمة كافور المأثورة كنيسة حرة في أمة حرة لا تزال أثراً كبيراً للحاضر والمستقبل بالنسبة للأمم. . .

أيها المصريون أذكركم أنه يجب أن تتحدوا كلمة واحدة وأن تجمعكم أخوَّة واحدة مسيحيين كنتم أو أقباطاً أو مسلمين فالقوة في الاتحاد فليست الغاية نصرة المناقشات الدينية لأن الدين لا دخل له في الشؤون الوطنية.

مراعاة الحق العام والآداب الخاصة هي جزء من الوطنية والوطنية تشمل الجميع ولا شيء يخرج الناس من الأوهام القديمة ويريحهم منها إلا الذكاء. وما دمتم أيها المصريون عائشين في علاقات مستحكمة، أفلا يكون بعضكم محتاجاً للبعض! إن هذا الارتباط من لوازم الحياة ومن

<<  <  ج: ص:  >  >>