يوفد إلى الحكومة العثمانية مبعوثين من قبله ففعل وطلب ذلك لكنه رد كما تقدم
القول.
هذا وأهل هذه الإمارة يطالعون بلاعج الهوى الجرائد والمجلات وهي تأتيهم من كل حدب وصوب ويطلبون الكتب ولاسيما الحديثة الوضع ليقتنوها ويطالعوها. وهم يقبلون عليها إقبال الجياع على القصاع. غير أن الاضطرابات التي تحدث بين القبائل غالباً لأدنى سبب. وسنة الأعراب منذ القدم سنة الغزو والهجوم لا تدعهم يتفرغون لها كل التفرغ ليستفيدوا الفائدة المطلوبة. ومع هذا فإني أرى أنه لا تمضي سنوات إلا ويصلون إلى درجة حسنة من العلوم والآداب بمنه تعالى وكرمه.
٢ - وأما العلوم والآداب في حائل (ويقال لهذه الإمارة أيضاً الجبل وجبل شمَّر وهو جبل طيء في السابق) فهي على غير ما رأيته في الإمارة الأولى.
ومما يجب أن تعلمه قبل إيغال في البحث أن هذه البلاد قد وصلت إلى درجة تذكر في العلوم منذ سابق العهد. وإمارتها لشمّر منذ أن وجدوا إلى يومنا هذا. وقد استولى عليها آل السعود حين قويت شوكتهم وعظمت صولتهم. وما كادت شمسها تميل إلى الغروب إلا وعادت تلك الديار إلى أهلها الأقدمين. وكان أول أهلها ورؤسائهم: آل علي ثم انتقلت إلى طلال فبندر فمحمد الرشيد.