الاشتراك تلقاء نفقات البريد، حتى تصل الجريدة أو المجلة إليك، لا إلى أحد عمال البوستة ليطالعها ويعيدها إليك متأخرة - هذا إذا خطر على باله أن يردّها. هذه أمور معروفة، فيثقل عليك وعلي ترديدها، ولكنها كثيرة ما تهمل فيضايقك ويضايقني إهمالها ولربما ألحق بنا ضرراً. وكيل إدارة الزهور مضطر إلى إرسال الأعداد إلى بعض الأنحاء مؤمناً عليها لئلا يختطفها عمال البريد في تلك الولاية. وكثيراً ما لا يجديه التأمين نفعاً ضد هذه الأيدي الطويلة. سبق لي تسديد شوكة من أشواكي
إلى هؤلاء القوم غير المحترمين. فتكسرت على جلدهم وهو أسمك من بعض الجلود. . . وإذا عدت اليوم إلى هذا الموضوع فلأقدم زهرةً من أعطر أزهاري لعمال البريد الأمريكي.
جاءني ظرف وعليه طابع من الولايات المتحدة ففضضته ووجدت فيه ظرفاً آخر مختوماً بالشمع مطبوعاً بطابع باريس، وضمنه رسالة من أحد أصدقائي هناك. فتعجبت للأمر، لكني قرأت على زاوية الظرف ما ترجمته وجد هذا المكتوب غلطاً ضمن رزمة جرائد فليرجع إلى صاحبه، فما أعظم الفرق بين بريد وبريد. . .!
حول إمام العبد
قلت في عددٍ مضى كلمة عن المرحوم إمام العبد وكان مدير هذه المجلة الجديد قد كتب نبذة في البرق عن ترجمة ذلك الشاعر فأرسل عز الدين أفندي صالح أحد أصدقاء إمام بهذه المناسبة بعض ملاحظات