٧ - تجارتهم - التجارة التي يتعاطاها أهل تلك الأرجاء هي الخيل والإبل وكلاهما من أحسن ما وجد من جنسيهما في الدنيا كلها جمعاء. ولعلنا نعقد يوماً فصلاً نذكر فيه ما يجب الوقوف عليه ف هذا البحث. والتمر وأنواعه كثيرة وأسماؤه في تلك الأسماء القديمة لم تتغير وهذا يفيدنا في تصحيح بعض الألفاظ الواردة في هذا المعنى. والسمن واسمه عندهم الدهن كما يسميه العراقيون. والصوف والوبر، ويذهبون بكل صنف من هذه الأصناف إلى حيث يكون رواجه. فيذهب بالخيل مثلاً إلى بلاد الهند. وأغلب أصائل هذه الأنجاء من نجد. وينقلون الإبل إلى مصر والشام. ويحملون التمر إلى الحجاز. ويبيعون الدهن أو السمن في البصرة والكويت والحجاز حسب الوقت الذي يوافق نقله أو يصادف تصريفه وإنفاقه في موطن دون الموطن الآخر الذي رخص فيه. وهذا هو سر أسفارهم المترامية وتغربهم عن أقطارهم العزيزة. ولهم في ذلك من الصبر والجلد ما لا تراه في أقوام آخرين.
فإنك ترى الواحد منهم يقيم نائياً على مسقط رأسه ثلاثين حولاً مثلاً ولا يتأفف من حالته البتة. وهم أهل سعي وكد وجد لا تعيقهم الأخطار الشديدة ولا الأهوال الهائلة عن الوصول إلى ما به منفعتهم. أفبعد هذا تتعجب من كون كثيرين منهم وصلوا إلى لندن وأمريكا والديار النائية. فلقد يقضي واحدهم الأيام الطوال والأعوام الكثار بدون أن يلتفت إلى وطنه.
٨ - زراعتهم - اغلب زراعتهم متوقفة على الحنطة والشعير والذرة (الأذرة أو الأدرة) والسمسم والدخن ويزرعون كل هذه الحبوب بقدر