للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ذهبية ولماذا تخادعني بغرام أشبه بسحابة صيف تلوح قليلاً ثم تنقشع؟ ألم أفتح لك قلبي وأفرغ لك ما فيه من حب وآمال؟ فلماذا تحاول أن تستر عني مكنونات فؤادك وتسدل عليها حجاباً يحول بيني وبينك؟

أراني معذبة من أجلك يا شارل. فإن كان هذا العذاب جزاء حبي لك فانعم به من جزاء. إنني أستعذب كل عذاب من أجلك إلا فراقك. فإن كان قد قضي به علي فما أشقى القلب الرازح تحت ثقل الحب. . .

ليس لي اليوم إلا تعزية واحدة هي التمتع بذكر ما فات. فأنا أنفق ساعات الفراغ في مراجعة رسائلك الماضية حتى لقد كاد بعضها يفنى من كثرة تلاوتي لها. ذلك لأن قلبي عطشان. . . عطشان إليك أيها المستريح من عناء الحب. . .!

أتمثلك وق حجبت وجهك عني. أتصورك وقد طويت كشحك وسددت أذنيك فلم تعد تسمع نبضات هذا القلب ولا تبصر ما ألم به من النحول. أليس حراماً عليك أن تعتقل برباط الحب فؤاداً خلياً ثم تدير عنه وجهك وتقول عليه السلام؟ سامحك الله يا من لا أزال أذكره وأحبه!.

أمامي صورتك التي أهديتها إلي. كلما نظرت إليها ثارت عواطفي في داخلي وفاضت نفسي إليك. عوّدتني أن ألقي بنفسي بين ذراعيك ففي أحضان من ألقي بها بعد اليوم؟ ليت الأبدية تتثاءب وتفتح فاها فكنت أثب إلى أحشائها وأتخلص من حياة كلها تعاسة وشقاء.

حقاً ما أتفه الكائنات وأشد فراغها لولا الحب. لولاه لكانت ساعات الأبدية طويلة مملكة. أليس الحب تحية الملائكة لسكان السماء؟

<<  <  ج: ص:  >  >>