كفاك يا رسم فخراً أن مثلك لم ... ينقل لحاجته فوق الثرة قدما
كفاك عزة نفس أن تدوم ولا ... تأتيك منة إنسان قد احتكما
لا ينطوي لك قلب ما بقيت على ... حقد ولا يتعدى طبعك الكرما
وأنت خير نديم للذين رأوا ... تجنب الناس أمراً يدفع السأما
ترعى لراسمك العهد المتين ولا ... أرى من الناس إلا مخفراً ذمما
والحي يسقم أحياناً وأنت على ... أتم عافية لا تعرف السقما
ويدرك الهرم الإنسان بعد مدى ... وأنت غض شباب آمن هرما
وتهزم الناس أرزاء تروعهم ... في حين يرجع عنك الرزء منهزما
أراك تفصح عما فيك من طرب ... وأن عدمت لسناً ناطقاً وفما
سلمت يا رسم من هم ومن كدر ... وما على الأرض حي منهما سلما
يا ساهراً لم يذق ليلاً غرار كرى ... وراقداً لم يؤرق منذ ما رسما
تضاحك الشمس منك الوجه مشرقة ... ويلثم البدر ثغراً منك قد بسما
لك الطبيعة صفو العيش قد قسمت ... وضده وجزيل اليأس لي قسما
كن موضعي ولا كن رسما فذلك لي ... خير وخذ فكرتي والطرس والقلما
أمين ناصر الدين
الحب المكتوم
كان لأبيان فليكس أرفر الني نشرنا تعريبها في جنائن الغرب (ج ٣ ص ١٣٩) أحسن وقع في نفوس الأدباء لما فيها من رقة الشعور. ولقد تبارى الكثيرون من شعرائنا في سبكها في شعر عربي، غير أنهم لم يراعوا الأمانة في تأدية معاني الشاعر الإفرنجي. وكان أكثر ما نظم انطباقاً على الأصل ما جاءنا من حضرة الشاعر المجيد صاحب التوقيع، قال: