أعرهما لي أطر في الجو مرتفعاً ... حتى أعانق في أبراجها الشهبا
نفسي تتوق إلى العلياء مذ علمت ... أني امرؤ ورثت أخلاقه العربا
إني لأعجب ممن يستخف بنا ... أن لا يرى خطة استخفافه عجبا
سلوا القرون الخوالي عن مفاخرنا ... سلوا الرماح سلوا الهندية القضبا
سلوا الزمان الذي كانت تتيه بنا ... فيه المعالي وكنا السادة النجبا
وكان فارسنا إن جال جولته ... في نصرة المجد رد الجحفل اللجبا
إن صاح رددت الآفاق صيحته ... واهتزت الأرض والأفلاك إن ضربا
كتائب تترامى في حميتها ... إلى الردى لا ترى جبناً ولا هربا
من كل لاحق روح راح يطلبها ... بسيفه غير ملحوق إذا طلبا
كالسيف منصلتاً والليث مفترساً ... والسيل منحدراً والبحر مضطربا
فجاءنا زمن صرنا به خدماً ... لغيرنا وغدت أرواحنا سلبا
أرى الممالك داستنا بأرجلها ... كما ركبنا على أعناقها حقبا
ما لي أرى الشرق لا تصفو موارده ... لأهله ويراها غيرنا ضربا
لو أن للشرق روحاً أو له كبداً ... ترق بث لنا شكواه وانتحبا
يا ويح للدهر يلهو بي ويلعب بي ... أبعد ما شاب يهوى اللهو واللعبا
أنا امرؤ في صميم الذل مرتبتي ... من مصر لا نبطا قومي ولا جلبا
يا أيها الموسرون اليوم يومكم ... شيدوا لنا من معالي جاهكم حسبا
رقوا المعارف تدعوكم بلادكم ... لا تخذلوها فإن الحق قد وجبا
كم من تعيس يسيل النحس من يده ... أمسى سعيداً وكم من غاصب غصبا
حلفا
محمد توفيق علي
ضابط بالجيش