للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الكاتبة الأديبة مي مما نشرته من الروايات الجميلة والمقالات الشائقة والأبحاث النفسانية الدقيقة في جريدة المحروسة الغراء وقد أتحفتنا بمقالة لطيفة عن ألفرد ده موسه نشرناها في غير هذا المكان من هذا الجزء. وأمامنا الآن كتاب شعر إفرنسي رقيق، في ذيله بضع صفحات نثرية جميلة، تأليف إيزيس كوبيا. وإيزيس ومي هما شخص واحد، والقلم الذي حبر المقالات والروايات العربية،

والريشة التي حاكت برد هذه القصائد الفرنسوية، تحملهما يد واحدة ويملي عليهما فكر واحد. الكتاب الذي نحن بصدده الآن مجموعة أزهار عطرية نبتت في رياض الأحلام الجميلة، وهي مهداة إلى روح لامرتين شاعر القلوب الحزينة، وهذه الروح المتألمة ترف على كل صفحاته وتجعل الكاتبة تقول في قصيدة هل هي شاعرة؟ معناه: البكاء والرأفة والحب والألم هذه هي صفات الشاعر وقد ظهر من المواضيع التي طرقتها الكاتبة أنها لا تصف إلا ما ترى، ولا تعبر إلا عما تشعر به. فجاءت منظوماتها صورة حقيقية لما يشغل فكرها ويحرك قلبها، ولذلك أنت تشاركها عند تلاوة أشعارها في هذه العواطف مهما كان رأيك في القالب التي سبكتها فيه. فلا تتمالك من أن تصبو معها إلى مصر ونيلها وآثارها وسهولها، وتحن معها إلى لبنان وجماله وأوديته. وإذا كانت إيزيس كوبيا شاعرة في نظمها فقد وجدناها أشهر منها في تلك الصفحات النثرية التي ختمت بها أزهار أحلامها حيث لم تعد مقيدة بقيود القافية والوزن، وكثيراً ما تكون الأزهار المنثورة أجمل من الأزهار المضفورة على شكل مقرر. ولولا ضيق المقام

<<  <  ج: ص:  >  >>