للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

هرب الشيخ محمد بن عبد الوهاب من بلدة حريملا

كانت حريملا في عهد الشيخ بلدة لا ترجع إلى أمير ولا إلى إمارة بل كانت كرة تتقاذفها صوالجة قبيلتين وهما قبيلة العبيد وقبيلة أخرى، فاتفق يوماً أن الشيخ زجر بعض السفهاء من قبيلة العبيد عن ارتكاب بعض المخازي الدالة على سوء الأخلاق، فعمد هؤلاء إلى إهانته بل إلى قتله وأرادوا إتمام الأمر بالفعل فساروا إليه ليلاً وتسوروا الجدار وبينما هم في هذا العمل إذ صاح صائح في المحلة، فظن هؤلاء المفسدون أن الصياح عليهم فهربوا وكفاه الله شرهم.

ولما أسفر الصباح رحل إلى بلدة العيينة وكان محمد الأمير قد توفاه الله وقبض على زمام الإمارة من بعده عثمان بن حمد بن معمر، فتلقاه الأمير عثمان بالتجلة والترحاب والإكرام التام، وهناك أخذ يبث حقائق التوحيد، والأمير عثمان يتعهده بحفظ حياته ونصره على أعدائه.

حكاية الشجرة والقبة

وقد طلب الشيخ إلى الأمير أن يقطع شجرة كانت تعبد في البلدة وأن يهدم قبة زيد بن الخطاب رضه فتمنع الأمير، وبعد ذلك ألح الشيخ عليه وأقنعه فأذن له في الآخر. ثم طلب إليه أن يسير هو أيضاً معه فسار الأمير مع الشيخ ومعهما ستمائة فارس ولما وصلوا إلى المحل المطلوب قطعت الشجرة وهدمت القبة، وكانت قرب بلدة الجبيلة. فكان ذلك العمل من أخطر الأعمال التي أتاها الشيخ.

<<  <  ج: ص:  >  >>