أحببت أن أجيء بهذه الأسطر مبينة بها حالة مدارسنا الحاضرة ليعمل مؤسسو المدارس على ملاقاة هذا الخلل، فيفوز بالغاية التي يرمون إليها من وراء إنشاء هذه المعاهد.
إن مدارس البنات في مصر ينقصها أشياء كثيرة، إن لم أقل إن ما ينقصها هو أهم ما وجدت لأجله. وذلك لأن المديرات سرن في تنظيم مدارسهن على طريقة لا تؤدي إلى الغاية المرموقة بل ربما كان القصد من إنشاء بعض مدارسنا الربح أو إنقاذ غاية أو لسبب آخر.
وجدت المدارس لتربية الأخلاق، وتثقيف العقول منذ الصغر إذ يسهل في ذلك العهد تكييفها بالكيفية التي يريدها من يتولون أمرها. فلذلك ليس الحمل الملقى على عاتق مديرات المدارس ومعلماتها بالحمل الخفيف بل هو عبء ثقيل كما لا يخفى على بصير.
تأتي الابنة للمدرسة تصحبها والدتها أو ولية أمرها، فتقابلها الرئيسة بوجهٍ باش مرحبة، مطنبة بوصف ما تبذله لتعليم تلميذاتها وتهذبهن، وهو وصف نظري جميل لو حققه العمل، تقول: مدرستي ليست كسائر المدارس، أنا أعلم تلميذاتي قبل كل شيء علم ترتيب المنزل والخياطة وباقي الأشغال اليدوية والقراءة والكتابة إلخ إلخ، وإن شاء الله في نهاية هذه السنة المدرسية سترين ابنتك قد اكتسبت الشيء الكثير وأمكنها في عطلة الصيف القادم أن تساعدك في تدبير أمور البيت.
فتخرج الأم والأمل ملء صدرها وقد طربت لهذا الوصف، وتدخل الابنة إلى المدرسة فتقضي فيها سنتها، ومتى جاءت عطلة الصيف