فاشتركت الأمة بأسرها في هذا العيد لا فرق بين المسلم والنصراني ولا النزيل والوطني، فكان ذلك مما تسر له خواطر محبي السلام، لاسيما في هذه الأيام حيث كثرت مشاغبات دعاة التفريق والخصام. وكان منظر الأولاد، وقد اشتركوا في العيد، من أبهج المناظر لأن روح التحزبات والغايات لم تنفث سمها في صدورهم الطاهرة. فرددنا قول شوقي:
فهذا بعلبته يزدهي ... وهذا بحلته يفخر
وهذا كغصن الربى ينثني ... وهذا كريح الصبا يخطر
إذا اجتمع الكل في بقعةٍ ... حسبتهم باقة تزهر
أو افترقوا واحداً واحداً ... حسبتهم لؤلؤاً ينثر
فلاسفة كلهم في اتفاق ... كما اتفق الآل والمعشر
ولا لغة غير صوت شجي ... كروض بلابلة تصفر
ولا يزدري بالفقير الغني ... ولا ينكر الأبيض الأسمر
فيا ليت شعري أضل الصغار ... أم العقل ما عنهم يؤثر
سؤال أقدمه للكبار ... لعل الكبار به أخبر
لا والله لم يضل الصغار، فليقتد بهم الكبار.
الجوق العربي
مديره عبد الله عكاشة، وقد جمع وإخوته إلى رخامة الصوت حسن الاستعداد. وواضع رواياته إلياس فياض، الشاعر والكاتب المعروف بالرقة والطلاوة. ومسرح تمثله التياترو المصري، وقد أُلبس حلة جديدة من الرواء بإدارة صاحبه إسكندر فرح وأخيه توفيق وأعضاؤه أفراد