للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

أمواله ابتزازاً، وأتى كل فرية، واقترف كل إثم في سبيل جمعها وتوفيرها، فما قولنا في فردٍ أفاد الملايين من الناس، حتى أصحاب الملايين كما سترى؟

فهو رجل يعد برجال، وسيرته سيرة أبطال. وأنى لي في هذه العجالة أن أذكر جميع ما أعرفه عنه. مع أني لا أعرف إلا البعض من أعماله العظيمة، وآثاره الخالدة، وقد رأيت أن أكتفي بما يلي تأييداً لما سبق.

ولعل قارئ هذه الأسطر من قراء معنى الحياة والسعادة والسلام اللذين نشرتهما الأول في أواسط ١٩٠٩ (وقد نفذت طبعته الأولى والثانية صادرة عن قريب) والثاني في أواخر ١٩١٠ (وطبعته على وشك النفاد). وإنما أذكر ذلك دلالةً على أن مؤلفات اللورد أفبري قد انتشر انتشاراً سريعاً حتى بين قراء العربية، على قلة عددهم وحداثة عهدهم بالإقبال على هذا النوع من المؤلفات.

ولكن أين انتشارها بين ظهرانينا من انتشارها في إنكلترا وسائر الأقطار العربية! وإني لا اعلم أأخجل أم أفتخر إذ أقول إن غيرنا من الشرقيين أسبق منا إلى نقل مثل هذه الكتب إلى لغاتهم، وأكثر إقبالاً عليها واستفادة منها، فقد أعيد طبع معنى الحياة خمس مرات في اليابان ونقل إلى كثير من اللغات الشرقية التي لا تقاس بشيء من أهمية لغتنا الشريفة المحبوبة. . . ولا غرو فإنما اللغة بأبنائها. ولقد كانت أجيالنا الأخيرة أجيال ظلم وظلام، وجعل واستبداد، وتأخر وانحطاط. . . والله يعلم من الملوم ومن المسؤول.

أجل أين انتشار هذه الكتب بين أقوامنا من انتشارها بين سائر الأقوام! فقد بيع من مسرات الحياة هذا ٢٥٠٠٠٠ نسخة في إنكلترا وحدها، وطبع أكثر من ٣٠ طبعة خارج البلاد الإنجليزية.

وقد بيع من معنى الحياة ٢٠٠٠٠ نسخة إنكليزية، ونقل إلى كل من اللغات الأوروبية المعروفة كالفرنساوية والألمانية والتليانية إلخ وإلى أغلب لغات الدنيا

<<  <  ج: ص:  >  >>