الفسيح. ثم مالوا إلى القهوة فكانوا يشربونها، وهم يسرجون خيولهم ويتحدثون، فتبدل لغطهم حينئذ بضوضاء شديدة كان يخالطها ضجيج الفرح لشعورهم بأنهم كانوا يتأهبون في تلك الساعة للحرب والكفاح. أما أنا فسقت جوادي أريد اللحاق بفرقتي نشأت باشا وخيري باشا، لأني كنت قد عقدت النية على أن لا أصف إلا ما أراه بعيني، ولا أكتب إلا عن يقين.
وكانت إلى جانبنا الأيمن طريق دوموكوس التي كنت مزمعاً أن أسلكها مجتازاً في ختامها تلة غير مرتفعة لا يكترث لها. على أنه كان أمامنا في منحدر ذلك التل ممر وعر، ناشز الصخور،
كثير الثلوم كأن الفتى ... إذا زل يهوي على مبرد
وكان هذا الممر الضيق ينتهي من الجانب الآخر بفرسالا وهو أقرب الطرق إلى ذلك السهل، ولكنه ليس بالسبيل الوحيد إليه لأن