أرى الناس بعضاً لبعض عدواً ... نسوا أنهم خلقوا للفناء
تراه تظن الصديق الحميم ... وإن رحت فهو شديد العداء
وتلقاه يقسم بابن البتول ... ونسل الذبيح وحق الولاء
بأن عرى الود حبل متين ... غدائره من خيوط الإخاء
أدر شطر وجهك عنه قليلاً ... يقطع حبال الأخا والرجاء
تباركت يا رب هذي الذئاب ... أضر على الناس من وطأة الداء
عقارب تلدغ من يلتقيها ... أفاع تعض فكيف الشفاء
إذا كان يرضيك هذا فزدنا ... وإلا فعجل بمنح الدواء
فإني وحقك أقسم صدقاً ... بأن الفساد سرى في الدماء
وإنا نرى اللؤم رأي العيان ... ونلمس بالكف جسم الرياء
عطبره (السودان)
محمد فاضل
الشرق والغرب
أيه يا برق العدى كن خلباً ... أوشك المشرق يحكي المغربا
غلبته في قواه خدعة ... فاحذروا كيد قوي غلبا
يتسامى للعلا لا راهباً ... فإذا صادف موتاً ركبا
حولوا أن تحجب الشمس به ... ليتهم ما حاولوا أن تحجبا
كلما مدوا إليها طنبا ... قربوا للنار ذاك الطنبا
رب شعب أيقظته رقة ... فرأى الراحة كانت تعبا
در در الجهل والنوم معاً ... أعقبا بعدهما ما أعقبا
رب طير أسقطته ذروة ... فسما عنها فكانت سببا
يا نفوساً في ربى النيل رأت ... عزها في عز هاتيك الربى