ولعل ذاك العش لم تفر ... فيه شروط الوضع والنقش
لكن على حلم من النظر ... تستام فيه معالم العش
رسم على تلك العيوب بدا ... لحبيبتي من أعجب العجب
فتناولته برقةٍ وغدا ... بين الصواحب أنفس اللعب
أمحيري الأحلام بالهرم ... وبناة بابل فتنة الحقب
ومهندسي اليونان من قدم ... والفرس والرومان والعرب
ومشيدي بغداد والجسر ... وممصري الأمصار للبدو
ومزخرفي الحمراء والقصر ... حيث انتهى بهم مدى الغزو
أي رافئيل المبدع الصورا ... أي ميكلنج الناقش الباني
أي كل فانٍ تاركٍ أثراً ... من طابع التخليد في فان
لا تستعز بكم روائعكم ... ممدوحة في الشرق والغرب
أترون كم صغرت صنائعكم ... في جنب ما صنعت يدا حبي
بدليل أن حبيبتي فرحت ... بهديتي وقضت لها عجباً
ومضت تداعبها وما اقترحت ... شيئاً يتم لها بها إربا
يوم تقضّى والفراق تلا ... سرعان ما وافى وما انصرما
بهوى تولد فيه واكتهلا ... في ساعتيه وشاخ وانعدما
ولى وأبقى في دجى الماضي ... شفقاً بعيداً واضح الأثر
كم اجتليه وراء أنقاض ... وأقول يا أسفي على سحر
هذه حكاية حالة عبرت ... واستغرقت في لجة المحن
ما زلت أنقذ كل ما ذكرت ... قطعاً طفت منها على الزمن