للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

سمع النبى صلى الله تعالى عليه وسلم بمسيرهم، وجاءه الخبر بكثرة الجموع، وما دبروا، وما استحصدوا له.

وروى أن أبا سفيان أرسل مرعدا مهددا بهذه الجموع التى جمعها، وكتب إلى النبى صلى الله تعالى عليه وسلم كتابا هذا نصه:

أما بعد ... فإنك قد قتلت أبطالنا، وأيتمت الأطفال، وأرملت النساء والآن قد اجتمعت القبائل والعشائر يطلبون قتالك، وقلع آثارك، وقد جئنا إليك نريد نصف نخل المدينة، فإن أجبتنا إلى ذلك، وإلا أبشر بخراب الديار وقلع الآثار.

تجاوبت القبائل من فزار ... لنصر اللات في بيت الحرام

وأقبلت الضراغم من قريش ... على خيل مسومة ضرام

وقد نقل هذا الكتاب في كتاب السيرة لابن جرير الطبرى.

وقد أكد هذا الكتاب ما وصل إلى النبى صلى الله تعالى عليه وسلم من أخبار ولم يجد تهديده لاعتماد النبى والمؤمنين على الله.

ورد عليه الصلاة والسلام كتابه قائلا فيه:

بسم الله الرحمن الرحيم

وصل كتاب أهل الشرك والنفاق، والكفر والشقاق، وفهمت مقالتكم، فو الله ما لكم عندى جواب إلا أطراف الرماح وأشفار الصفاح، فارجعوا ويلكم عن عبادة الأصنام، وأبشروا بضرب الحسام وبغلق الهام وخراب الديار، وقلع الآثار، والسلام على من اتبع الهدى.

ونشك في نسبة هذا الكتاب إلى النبى صلى الله تعالى عليه وسلم لما فيه من السجع.

ومهما تكن قيمة الرواية، فإن النبى صلى الله تعالى عليه وسلم مضى في الاستعداد.

فجمع النبى صلى الله تعالى عليه وسلم صحابته، واستشارهم فيما يصنع مع هذه الجموع، لقد كانوا أكثر من أن يخرجوا إليهم، ولا أن يتركوهم يدخلون المدينة، وخصوصا أن بنى قريظة على مقربة من المؤمنين يدلونهم على عورات المسلمين، لا هذا ولا ذاك يصلحان للعمل، ولا بد من عمل يكون وقاية حتى يجىء نصر الله تعالى، وقد وعد به، فقال تعالى: كانَ حَقًّا عَلَيْنا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ

(الروم: ٤٧)

<<  <  ج: ص:  >  >>