وقال كل صديق كنت آمله ... لا ألهينك إني عنك مشغول
فقلت خلوا سبيلى لا أبا لكم ... فكل ما قدر الرحمن مفعول
كل ابن أنثي وإن طالت سلامته ... يوما على آلة حدباء محمول
نبئت أن رسول الله أوعدني ... والعفو عند رسول الله مأمول
مهلا هداك الذى أعطاك نافلة ... القرآن فيها مواعيظ وتفصيل
لا تأخذني بأقوال الوشاة ولم ... أذنب ولو كثرت في الأقاويل
ثم يقول فى رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم:
إن الرسول لنور يستضاء به ... مهند من سيوف الله مسلول
فى عصبة من قريش قال قائلهم ... ببطن مكة لما أسلموا زولوا
ويقول فى وصف أصحاب الرسول:
ليسوا مفاريح إن نالت رماحهم ... قوما وليسوا مجازيعا إذا نيلوا
لا يقع الطعن إلا فى نحورهم ... وما لهم عن حياض الموت تهليل
وفى هذه القصيدة لم يذكر الأنصار، لأن رجلا منهم أراد قتله، فيروى أن النبى صلى الله تعالى عليه وسلم بعد أن أنشد قصيدته قال: لولا ذكر الأنصار فإنهم لذلك أهل، فقال مادحا الأنصار:
من سره كرم الحياة فلا يزل ... فى مقنب من صالح الأنصار
ورثوا المكارم كابرا عن كابر ... إن الخيار هم بنو الأخيار
إلى آخر قصيدة ليست مهلهلة طويلة، بل هى موجزة قصيرة.
وإنا نذكر أننا ذكرنا كعب بن زهير لبيان أنه إذا كان الإسلام قد فقد عبد الله بن رواحة شاعر الدعوة الإسلامية والذود عنه وعن الرسول الكريم صلى الله تعالى عليه وسلم، فقد جاء الشاعر كعب بن زهير، والشعراء كانوا ألسنة الدعوة إلى المكارم ونشر الفضل والفضلاء فى الجزيرة العربية.