الوليد، عن الربيع بن يزيد، عن أبان، عن أنس، عن النبى عليه السلام قال:(من خلع جلباب الحياء فلا غيبة فيه) وفسره ابن سعدان قال: معناه من عمل عملا قبيحًا كشفه للناظرين، ولم يرع وقوفهم عليه فلا باس بذكره عنه من حيث لايسمع؛ لأنه كمن أذن فى ذلك لكشفه عن نفسه، فأما من استتر بفعله فلا يحل ذكره لمن رآه؛ لأنه غير آذن فى ذكره وإن كان كافرًا. وقد سئل وهب عن غيبة النصرانى، فقال: لا وقولوا للناس حسنًا وهو من الناس (أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتًا فكرهتموه) فجعل هذا لهم مثلا. وفى الحديث:(اذكروا الفاسق بما فيه كى يحذروه الناس) . قال ابن أبى زيد: يقال: لاغيبة فى أمير جائز ولاصاحب بدعة يدعو إليها، ولافيمن يشاور فى إنكاح أو شهادة ونحو ذلك، وقد قال الرسول عليه السلام لفاطمة بنت قيس حين شاورته فيمن خطبها إلى معاوية:(إن معاوية صعلوك لا مال له) وكذلك رأى الأئمة أن يقبل قوله من أهل الفضل ويجوز له أن يبين له أمر من يخاف أن يتخذ إمامًا فيذكر مافيه من كذب أو غيره مما يوجب ترك الراوية عنه، وكان شعبه يقول: اجلس بنا نغتاب فى الله.
[٤٥ - باب: قول النبى (صلى الله عليه وسلم) خير دور الأنصار]
/ ٧٦ - فيه: أَبُو أُسَيْد، قَالَ النَّبِى (صلى الله عليه وسلم) : (خَيْرُ دُورِ الأنْصَارِ بَنُو النَّجَّارِ) . قال المهلب: ترجم له باب خير دور الأنصار وأدخل فيه: (خير